کد مطلب:18083 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:277

الوصیة فی الاصطلاح
للوصیة فی اصطلاح الفقهاء عدّة تعریفات ذات علاقة بالمعنی اللغوی المتقدّم، نذكر منها:

1ـ تملیك عین أو منفعة أو تسلیط علی تصرف بعد الموت [1] .



[ صفحه 15]



2ـ تنفیذ حكم شرعی من مكلّف أو فی حكمه بعد وفاته [2] .

3ـ الأمر بالشیء و العهد به فی الحیاة و بعد الموت [3] .

4ـ الأمر بالتصرف بعد الموت [4] .

و یری بعض الفقهاء أنّ الجامع بین التعریفات المتقدمة هو العهد و إن اختلف متعلّقه باختلاف الخصوصیات.

قال السید السبزواری قدّس سرّه: الوصیة الشائعة بین الناس علی اختلاف مللهم و أدیانهم، أوضح من أن یعرّفها الفقهاء بهذا التعریفات، فإیكال بیان مفهومها إلی مرتكزاتهم أحسن و أولی لأنّهم یرون قوام الوصیة بالعهد فی جمیع أنحائها و أقسامها، و إن اختلف متعلّق العهد إلی أُُمور و أقسام، ففی تملیك العین و المنفعة عهدٌ من الموصی بتملیكها، و كذا فی الوصایة بالقیمومة و الولایة عهد بهما، واختلاف المتعلّق لا یوجب الاختلاف فی حقیقة الوصیة، فالجامع بین تمام الأقسام هو العهد، إلّا أنّ متعلّقه یختلف باختلاف الخصوصیات [5] .

و بما أن الوصیة تنصرف فی كافة أقسامها إلی معنی العهد، فوصیة النبی صلّی الله علیه و آله إلی أمیر المؤمنین علیه السلام لا تخرج عن هذا الإطار، و علیه سنسلط الضوء فی هذا البحث لدراسة خصوصیات عهد النبی صلّی الله علیه و آله الیوصیّة و بیان متعلّق ذلك العهد،



[ صفحه 16]



و بكلمة اُخری ماذا أراد النبی صلی الله علیه و آله من تعیین الوصی، و ما هی المهام الملقاة علی الوصی بعد رحیل النبی صلّی الله علیه و آله، و هل هذا أمرٌ مستحدَث فی الإسلام أم أن له جذوراً فی الشرائع السماویة السابقة؟


[1] الشرائع / المحقق الحلّي 2: 189 ـ مؤسسة اسماعيليان ـ قم، المختصر النافع /المحقق الحلّي: ص 263 مؤسسة البعثة ـ قم.

[2] جامع المقاصد / المحقق الكركي 10: 7 ـ 8 ـ مؤسسة آل البيت عليهم السلام ـ قم.

[3] فتح القدير / الشوكاني 1: 178 ـ عالم الكتب ـ بيروت.

[4] الشرح الكبير/ ابن قدامة 6: 414 ـ دار الكتاب العربي ـ بيروت.

[5] مهذب الأحكام 22: 132 ـ مؤسسة المنار ـ قم.